فقه أنظمة الإسلام

 أجهزة دولة الخلافة على منهاج النبوة في الحكم والإدارة: متميزة في التأصيل باعتبارها من منظومة الأحكام الإسلامية المنبثقة عن عقيدة الإسلام، الدين والمبدأ وطريقة العيش، فالله سبحانه وتعالى هو الحكيم العليم له الخلق والأمر، خالق الكون والإنسان والحياة هو وحده له حق التشريع! ... وجاءت أجهزة دولة الخلافة متميزة في التفصيل والشكل بتميز الدين الذي جاء بها. ... فهذا القسم يبين أجهزة دولة الخلافة على منهاج النبوة المتوكنة من: الخليفة، معاون التفويض، معاون التنفيذ، الولاة، الجهاز الإداري وبيت المال والإعلام، أمير الجهاد، ودائرة الحربية والجيش، الأمن ودائرة الخارجية والصناعة والقضاء.

 


 

للخليفة، عندما يشعر بدنو أجله قبيل خلو منصب الخلافة بفترة مناسبة، أن يعيِّن أميراً مؤقتاً لتولي أمر المسلمين خلال فترة إجراءات تنصيب الخليفة الجديد، ويباشر عمله بعد وفاة الخليفة، ويكون عمله الأساس هو الفراغ من تنصيب الخليفة الجديد خلال ثلاثة أيام.

إن الإجراءات العملية، التي تتم بها عملية تنصيب الخليفة، قبل أن يُبايَع، يجوز أن تأخذ أشكالاً مختلفة، كما حصل مع الخلفاء الراشدين، الذين جاءوا عقب وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة، وهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، رضوان الله عليهم، وقد سكت عنها جميع الصحابة، وأقروها، مع أنها مما ينكر لو كانت مخالفة للشرع؛ لأنها تتعلق بأهم شيء يتوقف عليه كيان المسلمين، وبقاء الحكم بالإسلام.

حين أوجب الشرع على الأُمة نصب خليفة عليها، حدد لها الطريقة التي يجري بها نصب الخليفة، وهذه الطريقة ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة. وتلك الطريقة هي البيعة. فيجري نصب الخليفة ببيعة المسلمين له على العمل بكتاب الله وسنة رسوله. والمقصود بالمسلمين هم الرعايا المسلمون للخليفة السابق إن كانت الخلافة قائمةً، أو أهل القطر الذي تقام الخلافة فيه إن لم تكن الخلافة قائمة.

الخليفة هو الذي ينوب عن الأُمة في الحكم والسلطان،  وفي تنفيذ أحكام الشرع. ذلك أن الإسلام قد جعل الحكم والسلطان للأُمة، تُنيب فيه من يقوم به نيابة عنها. وقد أوجب الله عليها تنفيذ أحكام الشرع جميعها.