فقه أنظمة الإسلام

 أجهزة دولة الخلافة على منهاج النبوة في الحكم والإدارة: متميزة في التأصيل باعتبارها من منظومة الأحكام الإسلامية المنبثقة عن عقيدة الإسلام، الدين والمبدأ وطريقة العيش، فالله سبحانه وتعالى هو الحكيم العليم له الخلق والأمر، خالق الكون والإنسان والحياة هو وحده له حق التشريع! ... وجاءت أجهزة دولة الخلافة متميزة في التفصيل والشكل بتميز الدين الذي جاء بها. ... فهذا القسم يبين أجهزة دولة الخلافة على منهاج النبوة المتوكنة من: الخليفة، معاون التفويض، معاون التنفيذ، الولاة، الجهاز الإداري وبيت المال والإعلام، أمير الجهاد، ودائرة الحربية والجيش، الأمن ودائرة الخارجية والصناعة والقضاء.

 


 

 إن العدل ورفع الظلم، تعتبر من الركائز التي قام عليها الإسلام. وقد ورد التأكيد على تحريم الظلم في العديد من النصوص الشرعية، وهي نصوص عامة تشمل الحاكم والمحكوم. كما جاء في الحديث القدسي: يقول الله تعالى ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ).

إن الحسبة من أهم الأحكام الشرعية التي يتم بها نشر الخير بين الناس، والمحافظة على المجتمع من أخطار المعاصي والمنكرات، والمحافظة على عقائد المسلمين من الإنحراف وعباداتهم من الإبتداع، ودينهم من الفساد. والمحافظة على الاداب العامة والمعاملات التجارية. فالحسبة في المجتمع الإسلامي بمثابة صمام أمان عملي، تحول بين أفراده وبين الوقوع في مخالفة الشرع الحكيم.

يجب على القاضي النظر في جميع ما يرد إليه من القضايا مهما كانت والحكم فيها بما أنزل الله فدين الله كامل كاف شاف، ولايجوز أن يحكم بغير ما أنزل الله بأي حال من الأحوال، ولايقضي بين الناس إلا من كان عالما بالكتاب والسنة، فقيها في دين الله قادراً على معرفة الحق من الباطل، بريئا من الجور والظلم بعيداً عن الهوى والتعصب.

يسن أن يكون القاضي قوياً من غيرعنف، لئلا يهابه صاحب الحق. وليناً من غير ضعف لئلا يطمع فيه الظالم . وعليه أن يسوي بين الخصوم في الدخول عليه، والجلوس بين يديه ، والإقبال عليهم، والإستماع لهم. والحكم بينهم بما أنزل الله.