•  عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«... وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذّابا» متفق عليه.
  • من الأخلاق الذميمة: الكذب عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة» الترمذي وقال حسن صحيح.
  • وفي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أربع من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر».
  • عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«... وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور وهما في النار» ابن حبان في صحيحه، والطبراني عن معاوية، وحسنه الهيثمي والمنذري.
  • عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم من رؤيا، فيقص عليه ما شاء الله أن يقص، وإنه قال لنا ذات غداة: ... وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه،فإنه الرجل يغدومنبيتهفيكذبالكذبةتبلغالآفاق ...» البخاري.
  • عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :«إن من أفرى الفرى أن يري عينيه ما لم تر» البخاري.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان» متفق عليه.
  • عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما كان من خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الكذب، ما اطلع على أحد من ذلك بشيء فيخرج من قلبه حتى يعلم أنه قد أحدث توبة» أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر» مسلم.
  • عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له» الترمذي وقال هذا حديث حسن وأبو داود وأحمد والدارمي والبيهقي.
  • عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «البيّعان بالخيار ما لم يفترقا، فإن صدق البيّعان وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا فعسى أن يربحا ربحاً، ويمحقا بركة بيعهما. اليمين الفاجرة منفقة للسلعة ممحقة للكسب». متفق عليه.
  • عن رفاعه بن رافع بن مالك بن العجلان الزرقي الأنصاري رضي الله عنه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المصلى، فرأى الناس يتبايعون فقال: «يا معشر التجار، فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه، فقال: إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى الله وبر وصدق» الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة وابن حبان في صحيحه، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
  • عن عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إن التجار هم الفجار، قالوا: يا رسول الله، أليس قد أحل الله البيع؟ قال: بلى، ولكنهم يحلفون فيأثمون، ويحدثون فيكذبون» الحاكم وقال صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي وأحمد، وقال الهيثمي في المجمع رجاله ثقات، وقال المنذري بإسناد جيد.
  • عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث مرات، فقلت: خابوا وخسروا، ومن هم يا رسول الله؟ قال: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب» مسلم.
  • عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه» الطبراني في الكبير وقال المنذري رواته محتج بهم في الصحيح، وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطي بها أكثر مما أعطى وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل ماء، فيقول الله اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك» البخاري وأخرجه البخاري ومسلم بألفاظ أخرى.
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: مرّ أعرابي بشاة، فقلت تبيعها بثلاثة دراهم؟ فقال لا والله، ثم باعها، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «باع آخرته بدنياه» ابن حبان في صحيحه.

 ويتعلق بمسألة الكذب أمران:

  1. التورية والمعاريض: والمعنى أن تطلق لفظاً هو ظاهر في معنى وتريد به معنى آخر يتناوله لكنه بخلاف الظاهر، أو أن تطلق لفظاً يحتمل معنيين: أحدهما قريب والآخر بعيد، وتنوي البعيد ويفهم السامع المعنى القريب المتبادر إلى الذهن أولاً وذلك كما في حديث أنس عند البخاري قال: «مات ابن لأبي طلحة، فقال: كيف الغلام؟ قالت أم سليم: هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح، وظن أنها صادقة». وكما في حديث ابن عباس عند ابن حبان في صحيحه قال: «لما نزلت تبت يدا أبي لهب جاءت امرأة أبي لهب، إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال يا رسول الله إنها امرأة بذيئة، وأخاف أن تؤذيك، فلو قمت، قال إنها لن تراني، فجاءت، فقالت: يا أبا بكر إن صاحبك هجاني، قال: لا، وما يقول الشعر، قالت أنت عندي مصدق وانصرفت. فقلت: يا رسول الله، لم ترك؟ قال: لا، لم يزل ملك يسترني عنها بجناحه». وكما في حديث أنس عند أحمد والترمذي في الشمائل، والبغوي في شرح السنة، وصححه ابن حجر في الإصابة، قال: «إن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً، كان يهدي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الهدية من البادية، فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحبه، وكان رجلاً دميماً فأتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوماً، وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه، وهو لا يبصره، فقال الرجل: أرسلني، من هذا؟ فالتفت، فعرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول من يشتري العبد؟ فقال: يا رسول الله إذن والله تجدني كاسداً، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لكن عند الله لست بكاسد، أو قال: لكن عند الله أنت غال». والمعاريض جائزة روى البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح عن عمران بن حصين، وروى البيهقي عن عمر بن الخطاب بإسناد صحيح أيضاً أنهما رضي الله عنهما قالا: «إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب» ولم يرفعاه.
  2. ما يجوز من الكذب: ويجوز في الحرب، والإصلاح بين الناس، وبين الزوجين، لحديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها عند مسلم، قالت: «ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: تعني الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها». وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الحرب خدعة» متفق عليه. وعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى أَنْ تَتَابَعُوا فِي الْكَذِبِ كَمَا يَتَتَابَعُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ كُلُّ الْكَذِبِ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلاّ ثَلاثَ خِصَالٍ رَجُلٌ كَذَبَ عَلَى امْرَأَتِهِ لِيُرْضِيَهَا أَوْ رَجُلٌ كَذَبَ فِي خَدِيعَةِ حَرْبٍ أَوْ رَجُلٌ كَذَبَ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا» رواه أحمد. وقال ابن حجر في الفتح: (واتفقوا على أن المراد بالكذب في حق المرأة والرجل، إنما هو فيما لا يسقط حقاً عليه أو عليها، أو أخذ ما ليس له ولها) وقال النووي في شرح مسلم: (وأما كذبه لزوجته، وكذبها له، فالمراد به في إظهار الود والوعد بما لا يلزم ونحو ذلك، فأما المخادعة في منع ما عليه أو عليها، أو أخذ ما ليس له ولها، فهو حرام بإجماع المسلمين). ومثال ما عليه النفقة الواجبة، فيقول لم أجده في السوق، ومثال ما عليها أن يدعوها للفراش فتقول إني حائض، ومثال أخذ ما ليس له أخذه من مالها وينكر أنه أخذه، ومثال أخذها ما ليس لها أخذها من ماله وتنكر أنها أخذته، وهذا فيما هو زائد عن نفقتها وأولادها بالمعروف.

إن وجدت خيرا فانشره، فالدال على الخير كفاعله، دولة الخلافة، - نصر نت - nusr.net