ونتابع ما سبق من سرد لبعض الأخلاق الذميمة التي نهى عنها الإسلام فانتهى عنها الذين أقاموا الدولة الأولى، كما أنهم تخلقوا بما شرعه الإسلام من اخلاق حميدة سبق وذكرنا بعضها ايضا. فمن  الأخلاق الذميمة التي نهى الشرع عنها:

  • احتقار المسلم أو المسلمين:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «... بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» مسلم.

 السخرية والاستهزاء بالمسلم:

قال تعالى: { يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا يَسْخَرْ قَوْمٌۭ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُوا۟ خَيْرًۭا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَآءٌۭ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيْرًۭا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا۟ بِٱلْأَلْقَـٰبِ ۖ بِئْسَ ٱلِٱسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلْإِيمَـٰنِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ﴿١١﴾}  (الحجرات).

عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن المستهزئين بالناس، يفتح لأحدهم في الآخرة باب من الجنة، فيقال له: هلم هلم، فيجيء بكربه وغمه، فإذا جاءه أغلق دونه، ثم يفتح له باب آخر، فيقال له: هلم هلم، فيجيء بكربه وغمه، فإذا جاءه أغلق دونه، فما يزال كذلك، حتى إن أحدهم ليفتح له باب من أبواب الجنة فيقال هلم فما يأتيه من الإياس» البيهقي في الشعب بإسناد حسن مرسل.

  • إظهار الشماتة بالمسلم:

عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك» الترمذي وقال حديث حسن.

الغدر:

  1. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: « أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا ائتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر» متفق عليه.
  2. عن ابن مسعود وابن عمر وأنس رضي الله عنه قالوا: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « لكل غادر لواء يوم القيامة يقال: هذه غدرة فلان» متفق عليه.
  3. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: « لكل غادر لواء عند إسته يوم القيامة، يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة» مسلم.
  4. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «  قال الله تعالى: « قال الله ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره »» البخاري.
  5. عن يزيد بن شريك قال: رأيت علياً رضي الله عنه على المنبر يخطب فسمعته يقول: لا والله ما عندنا من كتاب نقرؤه إلا كتاب الله، وما في هذه الصحيفة فنشرها، فإذا فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات وفيها: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلاً ولا صرفا ...» مسلم.
  6. عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: « ما نقض قوم العهد إلا كان القتل بينهم ...» الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
  7. عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: « أيما رجل أمّن رجلاً على دمه، ثم قتله فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتول كافراً» ابن حبان في صحيحه.
  8. عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: « من قتل نفساً معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة، وإن ريح الجنة ليوجد من مسيرة خمسمئة عام» وفي رواية « من قتل معاهداً في عهده، لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمئة عام» ابن حبان في صحيحه.

إن وجدت خيرا فانشره، فالدال على الخير كفاعله، دولة الخلافة، - نصر نت - nusr.net