الإسلام عقيدة ينبثق عنها نظام، ينظم علاقات الإنسان جميعها. وعقيدة الإسلام مقنعة للعقل، موافقة للفطرة ، جازمة في أدلتها، واضحة في مضمونها، سهلة في فهمها. هي المفتاح للإسلام، الدخول فيه متوقف على الاقرار بها إقرارا جازما دون إكراه... والعقيدة الإسلامية أساس الإسلام كله، وهي أساس قيادته الفكرية ونهضته وحضارته دولته -دولة الخلافة-. ولا تعتبر الأفكار والأحكام والآراء إسلامية إلا إذا انبثقت عن العقيدة الإسلامية وانضبطت بالشريعة الإسلامية في الاستنباط والإستدلال. مقياس الأفعال في الإسلام فقط الحلال والحرام، والسيادة فيه للشرع فقط والسلطان للأمة المزيد: الإسلام نظام حياة متميز


 

... الإسلام يرى أن النظام إنما ينفذ في الدولة: فالفرد المؤمن بدافع تقوى الله ، وتنفذه الدولة بشعور الجماعة بعدالته ، وبتعاون الأمة مع الحاكم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبسلطان الدولة . ...

 

تنشأ بين الناس كلما انحط الفكر رابطة الوطن ، وذلك بحكم عيشهم في أرض واحدة والتصاقهم بها ، فتأخذهم غريزة البقاء بالدفاع عن النفس ، وتحملهم على الدفاع عن البلد الذي يعيشون فيه ، والأرض التي يعيشون عليها ، ومن هنا تأتي الرابطة الوطنية ، وهي أقل الروابط قوة وأكثرها انخفاضاً ، وهي موجودة في الحيوان والطير كما هي موجودة في الإنسان ، وتأخذ دائماً المظهر العاطفي .

قال تعالى في سورة آل عمران : { وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلا } وقال في سورة الأعراف : { ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } وقال في سورة الحديد : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير } وقال في سورة التوبة : { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون }

ينهض الإنسان بما عنده من فكر عن الحياة والكون والإنسان ، وعن علاقتها جميعها بما قبل الحياة الدنيا وما بعدها . فكان لا بد من تغيير فكر الإنسان الحاضر تغييراً أساسياً شاملاً ، وإيجاد فكر آخر له حتى ينهض ، لأن الفكر هو الذي يوجد المفاهيم عن الأشياء ، ويركز هذه المفاهيم . والإنسان يكيف سلوكه في الحياة بحسب مفاهيمه عنها ،