في هذا القِسم بيان التأصيل الشرعي لدولة الإسلام، دولة الخلافة - الدولة الإسلامية-... مستبشرين موقنين بوعد الله سبحانه وتعالى بالاستخلاف:وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَوبشرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وأمته- بعودة الخلافة  كما بدأت « ثم تكون خلافة على مناهج نبوة »... فيمكّن الله الدين بدولة الخلافة، ويحفظحرمات الاسلام والمسلمين، ويبدلنا بعد الخوف والجور أمنا، فيخرج الناس من عبادة العباد إلى عباردة رب العباد، ومن جور الرأسمالية - بمسمياتها الكثرة مثل الديمقراطية والحريات والمدنية- أو غيرها من مسميات الطاغوت إلى عدل الإسلام،ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فيدخل الناس في دين الله أفواجا برحمة الله العزيز الرحيم.


في 27 رجب 1342 هـ الموافق 03/03/1924 مـ هُدمت دولة الخلافة، ولكن بنعمة وفضل من الله العزيز الرحيم، فقد حفظ هذه الأمة إذ حفظ الإسلام، دينها وعزها ومجدها... فالإسلام لا يُهدم ولا يُهزم، وإن هُدمت دولة المسلمين على غفلة وكبوة منهم...

طلب الخلافة والتنازع عليها جائز لجميع المسلمين وليس هو من المكروهات، ولم يرد أي نص في النهي عن التنازع عليها.

يجب أن تتوفر في الخليفة سبعة شروط حتى يكون أهلاً للخلافة، وحتى تنعقد البيعة له بالخلافة. وهذه الشروط السبعة، شروط انعقاد، إذا نقص شرط منها لم تنعقد الخلافة، وهي:

البيعة فرض على المسلمين جميعاً. وهي حق لكل مسلم رجلاً كان أو امرأة. أما كونها فرضاً فالدليل عليه أحاديث كثيرة منها قوله عليه الصلاة والسلام الذي رواه ابن عمر : «… ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» .وأما كونها حقاً للمسلمين فإن البيعة من حيث هي تدل على ذلك، لأن البيعة هي من قِبَل المسلمين للخليفة، وليست من قِبَل الخليفة للمسلمين. وقد ثبتت بيعة المسلمين للرسول في الأحاديث الصحيحة.