{ فاستبقوا الخيرات}، من فروض كعبادات والعمل لإقامة الخلافة، إلى النوافل كقيام الليل والصدقةالخيرات التي أمرنا الله أن نستبقها ونبادر ونسارع إليها كثيرة، إبتداءا من الفروض، العين منها فالكفاية، ومرورا بالمندوبات والنوافل، وذلك في كل العلاقات، مع الله سبحانه في عبادته والتقرب إليه، ومع النفس في المأكل والملبس والأخلاق، ومع الآخرين في المعاملات. ومن ذلك على سبيل الذكر والتذكير:

  • فروض الأعيان كالصلوات المفروضة، والزكاة المفروضة، وصوم رمضان، وحجة الإسلام، والتفقه فيما يلزم الإنسان في حياته، وجهاد الدفع، والجهاد إذا استنفره الخليفة، والدخول في بيعة الطاعة، والنفقة الواجبة والسعي لها، وصلة الرحم المحرم، ولزوم الجماعة، وغيرها.
  • فروض الكفاية كإيجاد أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، والعمل لإقامة دولة الخلافة، وجهاد الطلب، وبيعة الانعقاد، وطلب العلم والرباط، وغيرها.

وهذه الفروض بنوعيها هي أفضل ما يتقرب به إلى الله سبحانه، ولا يدرك العبد رضوان ربّه إلا بأداء هذه الفروض، بدليل حديث أبي أمامة عند الطبراني في الكبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «إن الله تعالى قال: من أهان لي ولياً فقد بارزني في العداوة، ابن آدم لن تدرك ما عندي إلا بأداء ما افترضته عليك...».

  • المندوبات: إذا أدى العبد ما افترضه الله عليه، وأتبعها بالمندوبات وتقرب إلى الله بالنوافل تقرب الله منه وأحبه. ففي حديث أبي أمامة السابق عند الطبراني في الكبير «... ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبّه، فأكون قلبه الذي يعقل به، ولسانه الذي ينطق به، وبصره الذي يبصر به، فإذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وإذا استنصرني نصرته، وأحبّ عبادة عبدي إليّ النصيحة». وعند البخاري عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: «إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة».

 

ومن هذه المندوبات والنوافل:

  1. الوضوء لكل صلاة والسواك عند كل وضوء: لما رواه أحمد بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء، ومع كل وضوء بسواك». وفي رواية متفق عليها «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة».
  2. صلاة ركعتين بعد الطهور: لحديث أبي هريرة المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لبلال: «يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة؟ قال: ما عملت عملاً أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً، في ساعة من ليل أو نهار، إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي».
  3. الأذان والصف الأول والتبكير إلى الصلاة: لحديث أبي هريرة المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا». ولحديث البراء عند أحمد والنسائي بإسناد قال عنه المنذري حسن جيد أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم، والمؤذن يغفر له مدى صوته، وصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله أجر من صلى معه».
  4. إجابة المؤذن: لحديث أبي سعيد الخدري المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول»، وفي رواية عند مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منـزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة» وفي حديث جابر عند البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة» والمراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم «حين يسمع النداء» أي عند تمامه.
  5. الدعاء بين الأذان والإقامة: لحديث أنس عند أبي داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد».
  6. بناء المساجد: لحديث عثمان رضي الله عنه المتفق عليه، أنه قال عند قول الناس فيه حين بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنكم أكثرتم، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة».
  7. المشي إلى المساجد للصلاة: لحديث أبي هريرة المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«صلاة الرجل في الجماعة تضعف صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى الصلاة لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى، لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة». وحديث أبي موسى رضي الله عنه المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«إن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام، أعظم أجـراً من الذي يصليها ثم ينام».
  8. صلاة النافلة في البيوت: لحديث ابن عمر المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً» ولحديث زيد بن ثابت رضي الله عنه المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «... فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة».
  9. قيام الليل: لقوله تعالى: { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِـَٔايَـٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا۟ بِهَا خَرُّوا۟ سُجَّدًۭا وَسَبَّحُوا۟ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩ ﴿١٥﴾ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًۭا وَطَمَعًۭا وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ ﴿١٦﴾ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌۭ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍۢ جَزَآءًۢ بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴿١٧﴾ } (السجدة)وقوله سبحانه وتعالى: { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍۢ وَعُيُونٍ ﴿١٥﴾ ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ قَبْلَ ذَ‌ٰلِكَ مُحْسِنِينَ ﴿١٦﴾ كَانُوا۟ قَلِيلًۭا مِّنَ ٱلَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿١٧﴾ وَبِٱلْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿١٨﴾ وَفِىٓ أَمْوَ‌ٰلِهِمْ حَقٌّۭ لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ ﴿١٩﴾ وَفِى ٱلْأَرْضِ ءَايَـٰتٌۭ لِّلْمُوقِنِينَ ﴿٢٠﴾ وَفِىٓ أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿٢١﴾ وَفِى ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴿٢٢﴾ فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ إِنَّهُۥ لَحَقٌّۭ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ﴿٢٣﴾} (الذاريات). لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل« ولحديث أبي هريرة المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإذا استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان». وحديث ابن مسعود المتفق عليه قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال: «ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه». ويسن أن يجعل آخر صلاته بالليل وتراً، لحديث ابن عمر المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً».
  10. غسل الجمعة والتبكير والمشي إليها: لحديث ابن عمر المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل». ولحديث سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «من اغتسل يوم الجمعة وتطهر بما استطاع من طهر ثم ادَّهن أو مسَّ من طيب، ثم راح فلم يفرق بين اثنين فصلى ما كتب له ثم إذا خرج الإمام أنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» رواه البخاري. عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  يقول «من غسَّل يوم الجمعة واغتسل ثم بكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يَلْغُ، كان له بكلخطوةٍ عملُ سنة أجر صيامها وقيامها» رواه أبو داود وأحمد والنَّسائي. ورواه التِّرمذي وقال: حسن. ورواه الطبراني بإسناد حسَّنه العراقي.
  11. صدقة النافلة: لحديث أبي هريرة المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب- فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها، كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل». وحديث عدي بن حاتم رضي الله عنه المتفق عليه قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة». وحديث جابر عند أبي يعلى بإسناد صحيح والحاكم صححه ووافقه الذهبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لكعب بن عجرة: «يا كعب بن عجرة، الصلاة قربان والصيام جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ...». وأفضل الصدقات صدقة السرّ لحديث أبي هريرة المتفق عليه في السبعة الذين يظلهم الله بظله، وذكر منهم «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» والصدقة على الأقارب لحديث زينب الثقفية المتفق عليه قالت: ... فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة».
  12. القرض: لحديث عبد الله بن مسعود عند ابن ماجة وابن حبان والبيهقي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقتها مرة».
  13. إنظار الموسر والتجاوز عن المعسر: لحديث حذيفة المتفق عليه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إن رجلاً ممن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه، فقال هل عملت من خير؟ قال ما أعلم، قيل له انظر، قال ما أعلم شيئاً غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا، فأنظر الموسر، وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله الجنة» فقال أبو مسعود وأنا سمعته يقول ذلك.
  14. إطعام الطعام: لحديث عبد الله بن عمرو المتفق عليه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف».
  15. سقي الماء لكل ذات كبد رطب: لحديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه الحر، فوجد بئراً فنـزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان مني، فنـزل البئر فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له. قالوا يا رسول الله: إن لنا في البهائم أجراً؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر».
  16. الصوم نافلة: عن أبي أمامة قال: «قلت يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا عدل له، قلت: يا رسول الله مرني بعمل، قال عليك بالصوم فإنه لا عدل له، قلت: يا رسول الله مرني بعمل، قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له». رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي. هذا للناس عامة، وهو للغزاة في سبيل الله بشكل خاص فقد ورد فيهم حديث أبي سعيد المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله تعالى، إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً». ومن المندوب صوم ست من شوال، وصوم عرفة، وصوم شهر الله المحرم، وخاصة صوم عاشوراء، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الاثنين والخميس.
  17. قيام رمضان سيما ليلة القدر والعشر الأواخر: ففي حديث أبي هريرة المتفق عليه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثم يقول: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» وعنه في حديث متفق عليه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». والقيام لا يكون إلا بالصلاة، وعن عائشة في المتفق عليه قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر».
  18. السحور: لحديث أنس المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«تسحروا فإن في السحور بركة».
  19. تعجيل الفطر: لحديث سهل بن سعد المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» ويسن له أن يفطر على تمر، فإن لم يجد فعلى ماء، لحديث سلمان بن عامر الضبي الذي يرويه ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما والترمذي، وقال حسن صحيح، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فالماء فإنه طهور» وحديث أنس عند الحاكم وابن خزيمة بهذا المعنى.
  20. إطعام الصائم على الإفطار: لحديث زيد بن خالد الجهني عند ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما والترمذي وقال حسن صحيح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«منفطرصائماًكانلهمثلأجره،غيرأنهلاينقصمنأجرالصائم شيء».
  21. العمرة: لحديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» والعمرة في رمضان تعدل حجة، ففي حديث ابن عباس المتفق عليه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«عمرة في رمضان تعدل حجة».
  22. العمل الصالح في عشر ذي الحجة: لحديث ابن عباس عند البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«ما من أيام، العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل، من هذه الأيام -يعني أيام العشر- قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء».
  23. سؤال الشهادة: لحديث سهل بن حنيف عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه».
  24. قراءة سورة الكهف أو عشر من أولها أو من آخرها: لحديث أبي الدرداء عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال» وفي رواية عنده «من آخر سورة الكهف» ولكي يضمن المسلم العصمة من الدجال في أيامنا هذه فليقرأ سورة الكهف كاملة ليلة الجمعة، ويقرأها كاملة نهار الجمعة. وقد أحب الشافعي ذلك في الأم وقال "لما ورد فيها".
  25. السماحة في البيع والشراء والقضاء والاقتضاء: عن جابر عند البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى» وعن أبي هريرة في المتفق عليه «أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتقاضاه، فأغلظ له، فهمّ به أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعوه، فإن لصاحب الحق مقالاً، ثم قال أعطوه سناً مثل سنه، قالوا: يا رسول الله لا نجد إلا أمثل من سنه، قال: أعطوه، فإن خيركم أحسنكم قضاء». وعن جابر في حديث متفق عليه «أن النبي صلى الله عليه وآله وسلماشترى منه بعيراً فوزن له فأرجح».
  26. الصلاة على رسولالله صلى الله عليه وآله وسلم: قال تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ ۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًۭا مُّهِينًۭا ﴿٥٧﴾ } وفي حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا».
  27. الستر على زلات المطيع الخاصة: المسلم الذي يفعل المعصية إما أن يكون مستتراً مستسراً بها محاولاً إخفاءها، وإما أن يكون مجاهراً وقحاً. فالأول يُستر عليه لحديث ابن عمر المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «... ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة» وحديث أبي هريرة عند مسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«... من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ...» وحديث عتبة بن عامر عند ابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من ستر عورة فكأنما استحيا موءودة في قبرها». أما المجاهر، فلا مجال لستره لأنه يفضح نفسه، ويكشف ستر الله عنه، وفعله هذا حرام، لحديث أبي هريرة المتفق عليه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «كل أمتي يعافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه». ومع هذا فإنه ينبغي للمسلم أن يصون لسانه عن التحدث بمعاصي المجاهرين، لا من باب سترهم بل من باب خشية إشاعة الفاحشة بين المؤمنين، وصيانة اللسان عن اللغو، إلا أن يكون محذراً من هذا الفاسق المجاهر. هذا كله إذا كانت الزلة ضررها محصور في فاعلها ولا يتعداه، أما إذا كان الضرر عاماً يتعلق بكيان الدولة أو الجماعة أو الأمة، فيجب التبليغ والكشف، لحديث زيد بن أرقم المتفق عليه قال: «كنت في غزاة فسمعت عبد الله بن أبي يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي أو لعمر فذكره للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فدعاني فحدثته ... الحديث» وفي رواية مسلم «... فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته بذلك ...» وهذا الفعل من عبد الله بن أبي والمقربين منه من المنافقين، كان يستسر به بدليل أنه أنكره عندما سأله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما يستفاد من الحديث، فيكون نقل زيد بن أرقم يأخذ صورة التجسس، والممنوع إذا جاز وجب، فيكون النقل في هذه الحالة واجباً، لأن الضرر المتوقع عام.
  28. العفو وكظم الغيظ واحتمال الأذى:  قال تعالى:  { وَسَارِعُوٓا۟ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتُ وَٱلْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٣﴾ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴿١٣٤﴾ } (آل عمران). وقال: { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَ‌ٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلْأُمُورِ ﴿٤٣﴾ } (الشورى). وقال: { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلَّا بِٱلْحَقِّ ۗ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَآتِيَةٌۭ  ۖ  فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ ﴿٨٥﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلَّـٰقُ ٱلْعَلِيمُ ﴿٨٦﴾} (الأعراف). وقال:{ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَ‌ٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَ‌ٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ فَإِنَّهُۥ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًۭا وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ  ۗ  وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌۭ ﴿٢١﴾ وَلَا يَأْتَلِ أُو۟لُوا۟ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوٓا۟ أُو۟لِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱلْمُهَـٰجِرِينَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ  ۖ وَلْيَعْفُوا۟ وَلْيَصْفَحُوٓا۟  ۗ  أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ  ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌۭ رَّحِيمٌ ﴿٢٢﴾} (النور). وروى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»، وروى أحمد بإسناد جيد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم»، وروى أحمد بإسناد رجاله رجال الصحيح عن عبادة بن الصامت قال: «ما من رجل يجرح في جسده جراحة فيتصدق بها، إلا كفر الله تبارك وتعالى عنه مثل ما تصدق به»، وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، وروى مسلم عن أبي هريرة «أن رجلاً قال يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ، ولا يزال معك من الله تعالى ظهير عليهم ما دمت على ذلك». وأخرج البرجلاني بإسناد صحيح عن سفيان بن عيينة قال: قال عمر لابن عياش وكان قد لقي منه شدة وأذى فقال: يا هذا لا تغرق في شتمنا، ودع للصلح موضعاً، فإنا لا نكافئ من عصى الله جل وعز فينا، بأكثر من أن نطيع الله فيه.
  29. الإصلاح بين الناس: قال تعالى: { لَّا خَيْرَ فِى كَثِيرٍۢ مِّن نَّجْوَىٰهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَـٰحٍۭ بَيْنَ ٱلنَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَ‌ٰلِكَ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًۭا ﴿١١٤﴾} (النساء). وقال:{ وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ مِنۢ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًۭا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًۭا ۚ وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌۭ ۗ وَأُحْضِرَتِ ٱلْأَنفُسُ ٱلشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًۭا ﴿١٢٨﴾}  (النساء). وقال: { فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُوا۟ ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (الأنفال). وقال: { وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُوا۟ فَأَصْلِحُوا۟ بَيْنَهُمَا  ۖ  فَإِنۢ بَغَتْ إِحْدَىٰهُمَا عَلَى ٱلْأُخْرَىٰ فَقَـٰتِلُوا۟ ٱلَّتِى تَبْغِى حَتَّىٰ تَفِىٓءَ إِلَىٰٓ أَمْرِ ٱللَّهِ  ۚ  فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُوا۟ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُوٓا۟ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ ﴿٩﴾ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌۭ فَأَصْلِحُوا۟ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ  ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٠﴾ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا يَسْخَرْ قَوْمٌۭ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُوا۟ خَيْرًۭا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَآءٌۭ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيْرًۭا مِّنْهُنَّ  ۖ وَلَا تَلْمِزُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا۟ بِٱلْأَلْقَـٰبِ  ۖ بِئْسَ ٱلِٱسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلْإِيمَـٰنِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ﴿١١﴾} (الحجرات). وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته تحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة»، ومعنى تعدل بين الاثنين: تصلح بينهما بالعدل. وعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً» متفق عليه. وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلغه أن بني عمرو بن عوف كان بينهم شر–وفي رواية البخاري شيء- فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلميصلح بينهم في أناس معه ...»متفق عليه. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة» أحمد وابن حبان في صحيحه والترمذي وقال حسن صحيح.
  30. زيارة القبور: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال: «استأذنت ربي في أن استغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروها فإنها تذكر الموت» مسلم. قوله صلى الله عليه وآله وسلم «فزوروها» أي القبور.
  31. المداومة على العمل: والمقصود هنا الأعمال المندوبة، أما المفروضة فهو ملزم بها ولا ترد هنا. فمن اختار سنة من هذه السنن فليداوم عليها وإن قلت. عن عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل عليها وعندها امرأة، قال: من هذه؟ قالت هذه فلانة تذكر من صلاتها قال: مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا. وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه» متفق عليه. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«يا عبد الله لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل، فترك قيام الليل» متفق عليه.