الشهداء ثلاثة أقسام:

  1. شهيد في الآخرة دون أحكام الدنيا،
  2. وشهيد في الدنيا فحسب،
  3. وشهيد في الدنيا والآخرة.

شهيد الأخرة

أما شهيد الآخرة وحدها دون أحكام الدنيا فهم المذكورون في الأحاديث وهم في بعض الروايات سبعة، وفي بعضها ثمانية، وفي بعضها تسعة، وفي بعضها أحد عشر. والصحيح كما ورد في مسلم أنهم خمسة وهم:

  1. المطعون وهو الذي يموت في الطاعون، أي الوباء المعروف،
  2. والمبطون وهو صاحب الإسهال،
  3. والغرِق وهو الذي يموت غرقاً،
  4. وصاحب الهدم أي البناء المهدوم،
  5. ومن يموت في سبيل الله لإعلاء كلمة الله في غير المعركة.

روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له وقال: الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله عز وجل». وروى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذاً لقليل، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد» قال ابن مقسم أشهد على أبيك في هذا الحديث أنه قال «والغريق شهيد». والمراد بشهادة هؤلاء كلهم أنهم يكون لهم في الآخرة ثواب الشهداء وأما في الدنيا فيغسلون ويصلى عليهم. وإذا قيلت كلمة شهيد في معرض الثواب والحديث عنه فيصح إطلاقها على هؤلاء. أما إذا أطلقت كلمة شهيد في الكلام إطلاقاً دون أن تكون معها أية قرينة فلا تنصرف إلى هؤلاء بل تنصرف إلى الذي يقتل في سبيل الله ليس غير.

شهيد الدنيا دون الآخرة

وأما شهيد الدنيا دون الآخرة فهو الذي يأخذ أحكام الشهيد في الدنيا من حيث أنه لا يغسل ولا يصلى عليه بل يدفن في ثيابه، ولكنه لا يأخذ في الآخرة ثواب الشهداء الذين قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا. وهذا هو الذي يقاتل في غير سبيل الله بأن قاتل للسمعة، أو من أجل الغنيمة فقط، أو قاتل مدبراً. وذلك لأن الأحاديث خصصت الثواب للشهيد بالشهيد الذي يقاتل في سبيل الله، والذي يقاتل مقبلاً غير مدبر. روى مسلم من طريق أبي موسى الأشعري: «أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله». وروى مسلم عن أبي موسى قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو سبيل الله». وقد اشترط الرسول غفران الذنوب للشهيد أن يقاتل مقبلاً غير مدبر. فقد روى مسلم من طريق عبد الله بن أبي قتادة عن قتادة أنه سمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «أنه قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله، والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال يا رسول الله: أرايت إن قُتِلتُ في سبيل الله تُكفّر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : نعم إن قُتِلتَ في سبيل الله، وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كيف قلت؟ قال: أرأيت، إن قُتِلتُ في سبيل الله أتكفّر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : نعم وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر إلاّ الدَّيْن فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك» ومفهوم هذا أنه إن قاتل مدبراً لا تكفر عنه ذنوبه، وليس له ثواب الشهيد. على أن الذي يقاتل لأجل السمعة قد بيَّن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه يعذب وسماه شهيداً. روى مسلم عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتِلُ أهل الشام: أيها الشيخ حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به، فعرّفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار» إلى آخر الحديث. فهذا يدل على أن من قاتل للسمعة ولو أخذ أحكام الشهيد في الدنيا ولكنه يوم القيامة لا يكون له ثواب الشهيد، بل يعذب.

شهيد الدينا والآخرة

أما شهيد الدنيا والآخرة فهو من قاتل الكفار لإعلاء كلمة الله وقتل في معركة بين المسلمين والكفار، سواء أكان القتال ببلاد الحرب أم ببلاد الإسلام. قال تعالى: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)) .وهذا الشهيد هو الذي جاءت في حقه أحكام شرعية. وهو مختص بمن قتل في حرب مع الكفار، وكذلك من جرح في المعركة ثم مات من جرحه الذي جرحه في المعركة يعتبر كمن قتل في المعركة. أما من عدا ذلك فلا يعتبر شهيداً. وعليه فلا يعتبر شهيداً من قتل في حرب مع البغاة، ولا من جرح في المعركة ثم شفي من جرحه ثم مات منه، فالشهيد الذي له أحكام خاصة، والذي أخبر عنه الله تعالى أنه حي، مختص بمن قتل في معركة مع الكفار لإعلاء كلمة الله، ومن جرح في المعركة ومات من جرحه هذا.

أحكام شهيد الدنيا والآخرة

وحكم الشهيد المذكور أنه لا يغسل ولا يكفن، بل يدفن في دمه وثيابه. لأن الشهيد يبعث يوم القيامة ورائحة دمه كالمسك الأذفر. أما عدم غسل الشهيد فلما روى البخاري عن جابر قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: أنا شهيد على هؤلاء، وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصل عليهم ولم يغسلهم» ولأحمد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في قتلى أحد: «لا تغسلوهم فإن كل جرح، أو كل دم يفوح مسكاً يوم القيامة، ولم يصل عليهم». وروى النسائي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في شهداء أحد: «زملوهم بدمائهم، فإنه ليس كلم يكلم في الله إلا يأتي يوم القيامة يدمى، لونه لون الدم، وريحه ريح المسك». وعن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يصل على قتلى أحد ولم يغسلهم» رواه الشافعي في مسنده. وكما لم يغسل شهداء أحد لم يغسل شهداء بدر، وكذلك لم يغسل شهداء الخندق وخيبر، فظهر أن الشهيد لا يغسل. وكذلك لا يكفن الشهيد كما يكفن الميت، وإنما يكفن بثيابه التي هي عليه لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شهداء أحد: «زملوهم بكلومهم ودمائهم» رواه أحمد. ولما روى ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر بقتلى أحد أن ينـزع عنهم الحديد والجلود وأن يدفنوا بدمائهم وثيابهم» رواه أبو داود. أما الصلاة على الشهيد فجائز أن يصلى عليه، وجائز أن لا يصلى عليه. أما جواز أن يصلى على الشهيد فلأنه وردت روايات أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم صلّى على قتلى أحد بعد دفنهم، وصلى على حمزة، وصلى على رجل قتل في المعركة. ففي البخاري عن عقبة بن عامر: «أنه صلى الله عليه وآله وسلم صلّى على قتلى أحد بعد ثمان سنين صلاته على ميت كالمودع للأحياء والأموات». وأخرج الطحاوي في شرح المعاني عن ابن الزبير بإسناد حسن «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يؤتى بتسعة، حمزة عاشرهم، فيصلي عليهم». وروى أبو داود عن أبي سلام عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أغرنا على حي من جهينة فطلب رجل من المسلمين رجلاً منهم فضربه فأخطأه وأصاب نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أخوكم يا معشر المسلمين، فابتدره الناس فوجدوه قد مات فلفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثيابه ودمائه وصلى عليه ودفنه. فقالوا يا رسول الله أشهيد هو؟ قال نعم، وأنا له شهيد». فهذه الأحاديث الثلاثة أحاديث ثابتة، وهي صريحة الدلالة بأن الشهيد يصلى عليه.

وأما جواز أن لا يصلى على الشهيد فلأنه وردت روايات أخرى أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يصل على الشهيد. فقد روى أبو داود والترمذي عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يصل على قتلى أحد ولم يغسلهم» وروى أحمد عن أنس: «أن شهداء أحد لم يغسلوا ودفنوا بدمائهم ولم يصل عليهم». وروى البخـاري عن جـابـر بن عبد الله رضي الله عنهما قـال: «كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: أيهم أكثر أخذاً للقـرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة، وأمر بدفنهم في دمائهم، ولم يغسلوا ولم يصل عليهم». فهذه الأحاديث ثابتة وهي صريحة الدلالة على أن الشهيد لا يصلى عليه. وقد أجاب الشافعي عمّا ورد من الصلاة على قتلى أحد قبل دفنهم «بأن الأخبار جاءت كأنها عيان من وجوه متواترة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يصل على قتلى أحـد». فهـذه الأحاديث كلها ثابتة سواء التي روت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صـلى على الشـهـيد أو التي روت أنه لـم يصـل عليه. ولا سبيل لرد أي منها لثـبـوته ولأنه مما يحـتج به رواية ودراية. ولا سبيل لترجيح أحدهما على الآخـر لأنه يبعـد غفلة الصحابة عن إيقاع الصلاة على أولئك الشهداء، كما يبعد أيضاً غفلتهم عن الترك الواقع على خلاف ما كان ثابتاً عنه صلى الله عليه وآله وسلم من الصلاة على الأموات. فكيف يرجح أحدها على الآخر؟ ولا يقال ان المراد بالصلاة في الأحاديث التي تثبت الصلاة على الشهيد هو الدعاء فيكون قوله صلى بمعنى دعا. لا يقال ذلك لأن الحقائق الشرعية مقدمة على اللغوية ما لم ترد قرينة. وهنا لم ترد قرينة فيتحتم أن يكون المراد بالصلاة الصلاة الشرعية على الميت. ولا يقال إن أحاديث الصلاة على الميت تنسخ أحاديث عدم الصلاة عليه، لأن أحدها وهو الصلاة على قتلى أحد بعد ثمان سنين ثبت أنه متأخر عن جميع الأحاديث، لأنه ورد في رواية ابن حبان: «ثم دخل بيته ولم يخرج حتى قبضه الله». لا يقال ذلك لأن تأخر الحديث وحده لا يكفي للدلالة على النسخ، بل لا بد من قرينة أخرى يفهم منها النسخ، وهنا لا توجد قرينة فلا نسخ فيه. فتبقى الروايات كلها معتبرة، وتحمل على أن عدم الصلاة على الشهيد جائز، ولم يرو أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم صلى على قتلى بدر، ولا على قتلى الخندق، ولا على قتلى خيبر. كما تحمل على أنه إذا صلى على الشهداء فلا شيء في ذلك، ولا يمنع الناس من الصلاة عليهم.

تسمية الشهيد شهيداً

وإنما سمي الشهيد شهيداً لأنه مشهود له بالجنة بنص القرآن. قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) .وروى مسلم عن جابر قال: «قال رجل: أين أنا يا رسول الله إن قُتلت؟ قال: في الجنة فألقى تمرات كن في يده ثم قاتل حتى قُتل. وفي حديث سويد قال رجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد»، وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انطلق وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه. فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض. قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: نعم. قال بخ بخ. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما يحملك على قولك بخ بخ. قال: لا والله يا رسول الله إلاّ رجاءة أن أكون من أهلها. قال: فإنك من أهلها. فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل» رواه مسلم. فالله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد شهدا للشهيد بالجنة. وأما حياة الشهيد فهي ثابتة بنص القرآن قال تعالى: (( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171))). وهذه الحياة للشهداء هي حياة غيبية لا ندركها نحن ولا نشعر بها لأنها في عالم الخلود. ونحن وإن كنا لا ندرك هذه الحياة للشهداء، ولا نشعر بها، ولكننا نؤمن بوجودها، ولا ندرك حقيقتها. وإيماننا بوجودها أمر حتمي، لأنها ثابتة بنص القرآن القطعي قال تعالى: (( وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154))). وحياة الشهداء من المغيبات التي يجب الإيمان بها. أما فضل الشهداء فهو فضل عظيم لا يعدله فضل، وقد بيَّنه صلى الله عليه وآله وسلم في عدة أحاديث. روى البخاري عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلاّ الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة». وفي البخاري: «وقال المغيرة بن شعبة: أخبرنا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عن رسالة ربنا من قتل منا صار إلى الجنة». وقال عمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : «أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال: بلى». وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يغفر للشهيد كل ذنب إلاّ الدين». رواه مسلم. وروى أيضاً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «القتل في سبيل الله يُكفِّر كل شيء إلاّ الدَين». وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلاّ جهاد في سبيله وتصديق كلمته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر وغنيمة. والذي نفس محمد بيده ما من كَلْم يكلم في سبيل الله إلاّ جاء يوم القيامة كهيئته حين كُلِمَ لونه لون دم، وريحه ريح مسك. والذي نفس محمد بيده لولا أن رجالاً من المؤمنين لا تطيب نفوسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلفت عن سرية تغدو في سبيل الله. والذي نفس محمد بيده لوددت أن أقتلفي سبيل الله، ثم أحيا ثم أقتل، ثم أحيا ثم أقتل، ثم أحيا ثم أقتل».