الصناعة من حيث هي أساس مهم من أسس الحياة الاقتصادية لأية أمّة وأي شعب في أي مجتمع، وقد كانت الصناعة مقتصرة على المصنع اليدوي وحده، فلمّا اهتدى الإنسان إلى استخدام البخار في تسيير الآلات، أخذ المصنع الآلي يحل تدريجياً محل المصنع اليدوي، ولماّ جاءت الاختراعات الحديثة حصل انقلاب خطير في الصناعة فزاد الإنتاج زيادة لم تكن تخطر ببال، وغدا المصنع الآلي أساساً من أسس الحياة الاقتصادية.

 الاستصناع هو أن يستصنع الرجل عند آخر آنية أو سيارة أو أي شيء يدخل في الصناعة. والاستصناع جائز وثابت بالسنّة، فقد استصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً، عن أنس قال: صنع النبي صلى الله عليه وسلم خاتما وعن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم اصطنع ختما من ذهب رواهما البخاري.واستصنع المنبر.عن سهل قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أجلس عليهن، رواه البخاري، وقد كان الناس يستصنعون في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكت عنهم، فسكوته تقرير لهم على الاستصناع، وتقرير الرسول وعمله كقوله، دليل شرعي.

الاستصناع يكون بيعا وإجارة

والمعقود عليه هو المستصنَع فيه أي الخاتم والمنبر والخزانة والسيارة وغير ذلك. وهو على هذا الوجه من قبيل البيع وليس من قبيل الإجارة.

أمّا لو أحضر الشخص للصانع المادة الخام وطلب منه أن يصنعها له شيئاً معيناً فإنه يكون حينئذ من قبيل الإجارة.

الأحكام المتعلقة بالمصانع

والأحكام المتعلقة بالمصانع الآلية أو المصانع اليدوية لا تخلو من أن تكون من أحكام الشركة أو أحكام الإجارة أو أحكام البيع والتجارة الخارجية.

  • فمن حيث إنشاء المصنع قد يكون بمال فرد، وهذا نادر. والغالب أن يكون بمال عدة أفراد يشتركون في إنشائه، وحينئذ تطبَّق عليه أحكام الشركات الإسلامية.
  • وأمّا من حيث العمل فيه من إدارة أو عمل أو صنع أو غير ذلك فتطبَّق عليه أحكام إجارة الأجير.
  • وأمّا من حيث تصريف إنتاجه فتطبَّق عليه أحكام البيع وأحكام التجارة بنوعيها ويُمنع فيه التدليس والغبن والاحتكار، كما يُمنع التسعير، إلى غير ذلك من أحكام البيع. وأمّا التوصية على ما ينتجه من إنتاج صغير أو كبير قبل صنعه فإنه يطبَّق فيه أحكام الاستصناع ويحكم الشرع في إلزام المستصنِع بما صنع له أو عدم إلزامه.

 

 الإقتصاد في دستور دولة الخلافة على منهاج النبوة

 إن وجدت خيرا فانشره، فالدال على الخير كفاعله، دولة الخلافة، - نصر نت - nusr.net