طباعة
المجموعة: فقه النظام الاقتصادي

ومن أنواع العمل استخراج ما في باطن الأرض مما ليس من ضرورات الجماعة وهو الرِكاز، أي مما ليس حقاً لعامة المسلمين كما في التعبير الفقهي، فإن مُستَخرِجه يملك أربعة أخماسه ويُخرِج الخُمس منهّ، أما إن كان من ضروريات الجماعة أي كان حقاً لعامة المسلمين فإنه يدخل في الملكية العامة.

 ومن أنواع العمل استخراج ما في باطن الأرض وضابطه أنّ ما كان مركوزاً في الأرض بفعل إنسان أو كان محدود المقدار لا يبلغ أن يكون للجماعة فيه حاجة فهو رِكاز، وما كان أصلياً وللجماعة فيه حاجة لم يكن ركازاً وكان ملكاً عاما، وأما ما كان أصلياً ولم يكن للجماعة فيه حاجة كالمحاجر التي تُستخرَج منها حجارة البناء وغيره فلا يكون ركازاً ولا ملكاً عاماً بل هو داخل في الملكية الفردية. وملكية الرِكاز وإخراج الخُمس منه ثابتة بالحديث الشريف، فقد رَوى النسائي عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: {سئل رسول الله صلى الله عليه وآله سلم عن اللُّقَطة فقال: ما كان في طريق مأتيّ أو في قرية عامرة فعرّفها سنة فإن جاء صاحبها وإلاّ فَلَكَ، وما لم يكن في طريق مأتي ولا في قرية عامرة ففيه وفي الركاز الخُمس}،

ويلحق بأنواع استخراج ما في باطن الأرض استخراج ما في الهواء كأن يُستخرَج منه الأكسجين والأزوت، وكذلك استخراج كل شيء أباحه الشرع مما خلقه الله وأطلق الانتفاع به.