دستور دولة الخلافة ... على منهاج النبوة ... خير دولة لخير أمة ... رحمة للعالمين، المادة 121: يتعاون الزوجان في القيام بأعمال البيت تعاوناً تاماً، وعلى الزوج أن يقوم بجميع الأعمال التي يقام بها خارج البيت، وعلى الزوجة أن تقوم بجميع الأعمال التي يقام بها داخل البيت حسب استطاعتها. وعليه أن يحضر لها خداماً بالقدر الذي يكفي لقضاء الحاجات التي لا تستطيع القيام بها.

 دليل هذه المادة فعل الرسول وقوله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه عليه الصلاة والسلام «قَضَى عَلَى ابْـنَتِهِ فَاطِمَةَ بِخِدْمَةِ البَـيْتِ. وَعَلَى عَلِيٍّ مَا كَانَ خَارِجَ البَـيْتِ» أخرجه ابن أبي شيبة عن ضمرة بن حبيب ومع أن في سند الحديث أبا بكر بن مريم الغسـاني إلا أن الحديث أخـذ به أبو حنيفة وقال عنه ابن حجر في الفتح (ان ذلك مستنبط من حديث علي بن أبي طالب أن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسأله خادماً فدلها على ما تقوله حين تأخذ مضجعها) والحديث أخرجه البخاري عن علي بن أبي طالب وهذا نصه: «أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَم أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَقَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكِ مَا هُوَ خَـيْرٌ لَكِ مِنْهُ تُسَبِّحِينَ اللَّهَ عِنْدَ مَنَامِكِ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَتَحْمَدِينَ اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَتُكَـبِّرِينَ اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ إِحْدَاهُنَّ أَرْبَعٌ وَثَلاَثُونَ فَمَا تَرَكْـتُهَا بَعْدُ قِيلَ وَلاَ لَيْلَةَ صِفِّينَ قَالَ وَلاَ لَـيْلَةَ صِفِّينَ». وهو يدل على وجوب خدمة المرأة في بيتها لأن طلبها الخادم دليل ثقل العمل عليها في البيت، ولو كانت الخدمة غير واجبة عليها لما كان لثقل الخدمة دلالة، لأنها لا تكون عندئذٍ ملزمة بالخدمة، فلا ثقل ولا مشقة إذن، لولا الوجوب. وهذا يدل على أن الزوجة تقوم بأعمال البيت قدر طاقتها، فإذا احتاجت لخادم أو أكثر أحضر لها، بدليل طلب فاطمة من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. ويدل على أن الزوج يقوم بالأعمال التي خارج البيت فيكون بذلك قد وجد التعاون بينهما.