• تقصير الخطبة عموما ويوم الجمعة خاصة، لحديث عمار عند مسلم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه؛ فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة، وإن من البيان سحراً» وحديث جابر بن سمرة قال: «كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فكانت صلاته قصداً، وخطبته قصدا»رواه مسلم، وحديث الحكم بن حزن الكلفي قال: «شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الجمعة، فقام متوكئاً على عصا، أو قوس، فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات» ابن خزيمة في صحيحه، وأحمد وأبو داود، وقال ابن حجر إسناده حسن، وحديث عبد الله بن أبي أوفى يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يستنكف أن يمشي مع العبد والأرملة، حتى يخلو لهم من حاجتهم» الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين، وابن حبان في صحيحه، وصححه العراقي، وأخرجه الطبراني عن أبي أمامة بنحو من حديث ابن أبي أوفى، وقال الهيثمي إسناده حسن.

مدة خطبة الجمعة

  • والقصد في الصلاة والخطبة كما فسرته الأحاديث الأخرى بأن تكون الصلاة أطول من الخطبة ففي حديث ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يطيل الصلاة ويقصر الخطبة، وفي حديث عمار أمرنا بإطالة الصلاة وتقصير الخطبة، فصلاته صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة كانت أطول من خطبته، فإذا علمنا مقدار صلاته صلى الله عليه وآله وسلم استطعنا تقدير الخطبة لأنها أقصر من الصلاة. وقد ورد في الصلاة أي صلاة الجمعة عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ الجمعة والمنافقون، وفي حديث النعمان بن بشير كان يقرأ بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية، وفي حديث ابن عباس بالجمعة والمنافقين، هذه الأحاديث الثلاثة رواها مسلم. فأطول صلاة جمعة له صلى الله عليه وآله وسلم يمكن تقديرها بالمدة التي كان صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ فيها الجمعة والمنافقون، مضافاً إليهما مدة قراءة الفاتحة مرتين مع ركوعين وأربع سجدات وجلوس للتشهد والصلاة الإبراهيمية فهذه أطول صلاة جمعة، وأقصر منها ما كان يقرأ فيها بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية مع الإضافات التي ذكرت. وبناء على ذلك، وكون صلاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانت أطول من خطبته صلى الله عليه وآله وسلم ، فإن الخطيب يمكنه معرفة السنة في مقدار خطبته.
  • استعمال الأسلوب الخطابي على المنبر لا أسلوب الدرس أو المحاضرة أو المقالة أو القصص أو الشعر، ولمعرفة أسلوب الخطبة والتفريق بينه وبين غيره من الأساليب يرجع إلى كتب اللغة التي تعنى بهذا البحث.
  • الحرص على تجنب اللحن، فإنه يقبح بالخطيب أن يلحن في كلامه، وأشد منه قبحاً اللحن في قراءة القرآن على المنبر.