طباعة
المجموعة: النفسية الإسلامية

وجب على من يحمل علما أن يأخذ بكل ما يضمن أداءه ما وجب عليه من التبليغ من حيث حال المُخاطب وطبيعة الخطاب مضمونا وإسلوبا قال الله تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) ، وما يلي بعض من أدب التدريس والخطاب والدعوة:

وبث الأمل يكون بما يقنع المخاطب ويحدث الأثر في نفسه، ولا يحقق هذه الغاية إلا الكتاب والسنة، وإذا أمكن ربط النص بواقع معين كان أبعد أثراً وأرسخ في النفس، كأن يخاطب المسلمون بقوله تعالى: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) وقال: ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) وقال: ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوافي الحياة الدنياويوم يقوم الأشهاد) وقال: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) وقال: (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون) وقال: ( وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم) وقال: ( وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون ؛ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) وقوله: (ومن اصدق من الله قيلا) ، وقوله ( ثلة من الأولين * وثلةمن الآخرين ) وأما السنة فكالأحاديث التي تثبت الخيرية في آخر هذه الأمة، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أمتي كالمطر لا يدرى الخير في أوله أو آخره»«واهاً لإخواني»«طوبى للغرباء»«إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء ...» بشرى الرسول r بعودة الخلافة على منهاج النبوة، فتح روما، قتال اليهود وقتلهم، دخول الخلافة الأرض المقدّسة.

ويحسن هنا ذكر صور من تاريخ المسلمين، كنصرهم في بدر، والخندق، والقادسية، ونهاوند، واليرموك، وأجنادين، وتستر، والفتوح التي يصعب إحصاؤها، ويركز على الغزوات التي كان المسلمون فيها أقل من عدوهم عدداً وعدة، حتى إن الله لينصر بالرجل الواحد، يبعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمسرية وحده. ويعاد تركيز مفهوم الجهاد وجلائه في أذهان المسلمين، ويعفو منها أي أثر لران السلام، والمفاوضات، والشجب، والاستنكار، والاحتكام للطاغوت، والرضى بالغثائية.

وقبل كل هذا يجب تركيز العقيدة في النفوس، وأنها أساس الأحكام، وكيف أن العقيدة صنعت من العرب الذين كانوا في الجاهلية لا همّ لهم إلا صراعاتهم القبلية ومصالحهم الآنية وسفاسف الأمور، صنعت منهم أمة قوية عزيزة بعزّ الدين والآخرة، خير أمة أخرجت للناس، تقود العالم إلى الخير، وتنقذهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.