طباعة
المجموعة: النفسية الإسلامية

أخرج مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر. قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكِبر بطر الحق وغمط الناس»، ومعنى بطر الحق دفعه ورده على قائله، وغمط الناس ازدراؤهم واحتقارهم

وقيل في معنى الكبر إنه المخيلة وقيل العظمة، وقيل رفع النفس فوق الاستحقاق، وقيل أن يعجب المرء بنفسه بحيث يراها أكبر من غيرها. ومحل الكبر القلب بدليل قوله تعالى:( إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كِبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير ) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم السابق: «من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر».

أما العجب فهو نظر المرء إلى نفسه بعين الاستحسان، بحيث يتصور أنه في رتبة وهو ليس أهلاً لها. والفرق بينه وبين الكبر أن العجب لا يتعدى صاحبه إلى غيره، فيعجب وهو بين الناس ويعجب خالياً. بخلاف الكبر، فإنه يكون تكبراً على الناس وخيلاء ودفعاً للحق ورده وتعظماً على الناس..

والكِبر والعجب كلاهما حرام، والأدلة على ذلك ما يلي:

  1. البخاري: باب الكبر: وقال مجاهد ( ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ( 9 ) ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد ( 10 ) ) مستكبر في نفسه، عطفه رقبته.
  2. البخاري ومسلم عن الحارثة بن وهب الخزاعي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ألا أخبركم بأهل الجنة، كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره. ألا أخبركم بأهل النار، كل عتل جواظ مستكبر».
  3. مسلم في الصحيح والبخاري في الأدب المفرد كلاهما عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته».
  4. الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وابن ماجة والحاكم في المستدرك وصححه عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«من مات وهو بريء من الكبر والغلول والدَّيْن دخل الجنة».
  5. البخاري في الأدب المفرد، والترمذي وقال حسن صحيح، وأحمد والحميدي في مسنديهما، وابن المبارك في الزهد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:« يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان ...».
  6. البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك وصححه وأحمد بإسناد قال عنه الهيثمي رجاله رجال الصحيح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلمأنه قال: «من تعظم في نفسه، أو اختال في مشيته، لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان».
  7. البزار بإسناد جيد عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر منه: العجب».
  8. ابن حبان في روضة العقلاء وأحمد والبزار، وقال المنذري رواتهما محتج بهما في الصحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهقال: «إن الرجل إذا تواضع لله رفع الله حكمته وقال انتعش نعشك الله، فهو في نفسه صغير وفي أعين الناس كبير، وإذا تكبر العبد وعدا طوره وهصه الله إلى الأرض وقال: إخسأ أخسأك الله، فهو في نفسه كبير وفي أعين الناس صغير». - قوله: «وهصه الله إلى الأرض» وهصه: أى غمزه إلى الأرض والوهص: كسر الشيء الرخو وشدة الوطء على الأرض، كذا في الصحاح.
  9. الماوردي في أدب الدنيا والدين عن الأحنف بن قيس قال: عجبت لمن جرى مجرى البول مرتين كيف يتكبر.
  10. النووي في المجموع عن الشافعي أنه قال: من سام بنفسه فوق ما يساوي، رده الله إلى قيمته، وقال: أرفع الناس قدراً من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلاً من لا يرى فضله.