العملُ الصالح في الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة أفضلُ من الجهاد في سبيل الله، إلا المجاهدَ يجود بنفسه وماله فيه. وقد أقسم الله سبحانه بالليالي العشر من ذي الحجة في الآيات الأربع الأولى من سورة الفجر بقوله ( والفجر ؛ وليالٍ عَشْر ؛ والشّفع والوَتر ؛ والليل إذا يَسْر ) وقد روى الإمام أحمد  والنَّسائي والبزَّار والطبري وابن المنذر والبيهقي والحاكم وصححه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر"

وهذه طائفة من الأحاديث تحثُّ على العمل الصالح فيها ومنه العمل لما فيه نصرة الإسلام والمسلمين وحفظ حرمات الإسلام والمسلمين من العمل مع العاملين لتاج الفروض إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، التي هي فرْض الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن الأعمال الصالحة كذلك الإكثار من الصيام والقيام وصلة الأرحام وقراءة القرآن والصدقات وغيرها الكثير الكثير لمن أراد أن يثقل موازينه في يوم من ثقلت موازينه  فيه فهو في عيشة راضية:

1- عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام يعني العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء" رواه ابن ماجة  وأبو داود وأحمد والدارمي والبيهقي. ورواه الترمذي وقال [حديث ابن عباس حديث حسن غريب صحيح] ورواه الطبراني في كتاب المعجم الأوسط  من طريق ابن مسعود، و  من طريق أبي قَتَادة رضي الله عنهما.

2- عن هُنَيْدَةَ بنِ خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسعاً من ذي الحجة ويومَ عاشوراء وثلاثةَ أيام من كل شهر: أول اثنين من الشهر وخميسين" رواه النَّسائي  . ورواه الإمام أحمد بلفظ "عن حفصة قالت: أربعٌ لم يكن يَدَعُهنَّ النبي صلى الله عليه وسلم: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة" ورواه أبو داود (2437) بلفظ "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر: أول اثنين من الشهر، والخميس" .

 

وللمزيد من هنا خيرات لنستبقها ونبادر ونسارع إليها