طباعة
المجموعة: النفسية الإسلامية

الغيبة هي ذكرك أخاك بما فيه مما يكره فإن لم يكن فيه فهو البهت وكلاهما حرام والأدلة على هذا:

قال تعالى: { يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱجْتَنِبُوا۟ كَثِيرًۭا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌۭ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا۟ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًۭا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌۭ رَّحِيمٌۭ ﴿١٢﴾}(الحجرات). وقال: { هَمَّازٍۢ مَّشَّآءٍۭ بِنَمِيمٍۢ ﴿١١﴾}(ن).

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه» مسلم.

 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله» مسلم.

عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في خطبته في حجة الوداع: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت» متفق عليه.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: «تدرون أربى الربا عند الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن أربى الربا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً» أبو يعلى، وقال المنذري والهيثمي رواته رواة الصحيح.

سماع الغيبة

وسماع الغيبة حرام لقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَـٰشِعُونَ ﴿٢﴾وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿٣﴾}(المؤمنون). وقوله: { وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِىٓ ءَايَـٰتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا۟ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِۦ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَـٰنُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴿٦٨﴾}(الأنعام). وينبغي للمسلم أن يذب عن عرض أخيه بظهر الغيب إن استطاع، لحديث أبي هريرة عند مسلم «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ...» والذي لا يذب وهو قادر على ذلك يكون خاذلاً. ولحديث جابر عند أبي داود، وقال الهيثمي إسناده حسن، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما من مسلم يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن، يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته» ولأحاديث أبي الدرداء، وأسماء بنت يزيد، وأنس، وعمران بن حصين، وأبي هريرة، وقد مرت كلها في باب الحب والبغض في الله. وقد أقر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معاذاً رضي الله عنه عندما ذب عن عرض أخيه كعب بن مالك، ففي الحديث المتفق عليه عن كعب بن مالك رضي الله عنه ،قال من حديث طويل له في قصة توبته، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،وهو جالس في القوم بتبوك: «ما فعل كعب بن مالك؟ فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله حبسه برداه والنظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل رضي الله عنه : بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيراً، فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ».

متى تجوز الغيبة؟

وقد أباح العلماء الغيبة لستة أسباب هي التظلم، والاستعانة على تغيير المنكر، والاستفتاء، وتحذير المسلمين من الشر وهو من النصيحة، وذكر المجاهر بفسقه أو بدعته، والتعريف. قال النووي في الأذكار: (وأكثر هذه الأسباب مجمع على جواز الغيبة بها) وقال: (ودلائلها ظاهرة من الأحاديث الصحيحة المشهورة) وكرر هذا المعنى في الرياض وذكر بعض الأدلة. كما ذكرها الصنعاني في سبل السلام. وقال القرافي في الذخيرة: (قال بعض العلماء يستثنى من الغيبة خمس صور وذكر النصيحة، والجرح والتعديل في الشهود والرواة، والمعلن بالفسوق، وأرباب البدع والتصانيف المضلة، وإذا كان القائل والمقول له الغيبة قد سبق لهما العلم بالمغتاب به).

 

إن وجدت خيرا فانشره، فالدال على الخير كفاعله، دولة الخلافة، - نصر نت - nusr.net