طباعة
المجموعة: النفسية الإسلامية

ونتابع ما سبق من سرد لبعض الأخلاق الذميمة التي نهى عنها الإسلام فانتهى عنها الذين أقاموا الدولة الأولى، كما أنهم تخلقوا بما شرعه الإسلام من اخلاق حميدة سبق وذكرنا بعضها ايضا. فمن  الأخلاق الذميمة التي نهى الشرع عنها المَنّ والحسد والغش والخديعة، وبيان ذلك التالي:

المن بالعطية ونحوها من أنواع المعروف:

قــال تعــالى: { يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تُبْطِلُوا۟ صَدَقَـٰتِكُم بِٱلْمَنِّ وَٱلْأَذَىٰ كَٱلَّذِى يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ ۖ  فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌۭ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٌۭ فَتَرَكَهُۥ صَلْدًۭا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَىْءٍۢ مِّمَّا كَسَبُوا۟ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْكَـٰفِرِينَ ﴿٢٦٤﴾}  (البقرة).

عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث مرات، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب» مسلم.

 

الحسد:    وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها، أما تمني مثلها لنفسه فهي الغبطة وهي جائزة.

قال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ}  (النساء). وقال: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }  (الفلق).

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «... ولا تحاسدوا ...» متفق عليه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يجتمع في جوف عبد مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم، ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد» أحمد والبيهقي والنسائي وابن حبان في صحيحه.

عن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا» الطبراني بإسناد قال عنه المنذري والهيثمي رجاله ثقات.

عن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، أما إني لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين» البيهقي في الشعب والبزار وقال الهيثمي والمنذري إسناده جيد.

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: «قيل يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال كل مخموم القلب صدوق اللسان. قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غلّ، ولا حسد» ابن ماجة وقال المنذري والهيثمي إسناده صحيح.

 

الغش:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من غشنا فليس منا» متفق عليه.

عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ما من عبد يسترعيه الله رعية فيموت يـوم يموت وهو غاش لرعيتـه إلا حـرم الله عليه الجنة» متفق عليه.

 

الخديعة:

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار» ابن حبان في صحيحه.

عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم في خطبته: «... وأهل النار خمسة: ... ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك ...» مسلم.

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ذكر رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه يخدع في البيوع، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «من بايعت فقل لا خلابة» متفق عليه.

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم «نهى عن النجش» متفق عليه. قال النووي: أن يزيد في السلعة، لا لرغبة فيها بل ليخدع غيره ويغرّه. وقال ابن قتيبة: أصل النجش الختل وهو الخداع.

 

 إن وجدت خيرا فانشره، فالدال على الخير كفاعله، دولة الخلافة، - نصر نت - nusr.net