طباعة
المجموعة: كيف أقيمت دولة الإسلام ؟| الطريقة الفريضة

دولة الإسلام -دولة الخلافة- كيف أقيمت وكيف تستأنف؟

ما كاد عهد الحديبية يوقع بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقريش حتى حالفت خزاعة محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، وحالفت بنو بكر قريشاً، واطمأنت العلاقات بين قريش ودولة الإسلام بقيادة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأمن كل جانب الآخر.

فاتجهت قريش إلى التوسع في تجارتها لتستعيد ما فقدته أيام اتصال الحرب بينها وبين المسلمين.

واتجه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى متابعة إبلاغ رسالته للناس جميعاً، وإلى تركيز الدولة في شبه الجزيرة العربية وتوفير أسباب الطمأنينة في هذه الدولة فقضى على كيان خيبر، وأرسل الرسل إلى الملوك في مختلف الدول، واتصل بالخارج.

كما أخذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يركز دولة الإسلام ليجعلها تعم جميع أنحاء الجزيرة. فما أن استدار العام بعد الحديبية حتى نادى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الناس كي يتجهزوا إلى عمرة القضاء بعد أن منعوا من قبل منها، وسار الركب في ألفين من المسلمين، وتنفيذاً لعهد الحديبية لم يحمل أحد من هؤلاء الرجال سلاحاً إلا سيفاً في قرابه، لكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يخشى الغدر دائماً فجهز مائة فارس جعل على رأسهم محمد بن مسلمة وبعثهم طليعة له على ألا يتخطوا حرم مكة، وذهب المسلمون فقضوا العمرة، ثم رجعوا إلى المدينة، وبرجوعهم بدأ أهل مكة يدخلون في الإسلام، فأسلم خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وحارس الكعبة عثمان بن طلحة. وأسلم بإسلام هؤلاء الكثيرون من أهل مكة، وبذلك قويت شوكة الإسلام بمكة، ودب الوهن في صفوف قريش.