طباعة
المجموعة: كيف أقيمت دولة الإسلام ؟| الطريقة الفريضة

رسول الله أقام دولة الإسلام الأولى، وقريبا إن شاء الله تكون خلافة على منهاج النبوةوصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة واستقبله عدد كبير من أهلها، من المسلمين والمشركين واليهود، وأحاط به المسلمون. وكان الجميع حريصين على استجلاء طلعته، وكان المسلمون حريصين على خدمته وراحته، حريصين على أن يقدموا نفوسهم في سبيله، وفي سبيل الدين الذي جاء به، وفي سبيل الدعوة الإسلامية.

وكان كل منهم حريصاً على أن ينزل النبي عنده، لكنه عليه الصلاة والسلام ألقى بخِطام ناقته على غاربها إلى أن بركت على مِرْبَد سهل وسهيل ابني عمرو، فابتاعه وأقام عليه مسجده وأقام حوله مساكنه. وما كان بناء المسجد ولا بناء المساكن ليرهق أحداً، فقد كانت كلها من البساطة بحيث لا تحاج إلى نفقة طائلة ولا إلى جهد كبير.

كان المسجد فناء فسيحاً بنيت جدرانه الأربعة من الآجر والتراب، وسقف جزء منه بسعف النخل، وترك الجزء الآخر مكشوفاً، وخصصت إحدى نواحيه لإيواء الفقراء الذين لم يكونوا يملكون مسكناً، ولم يكن المسجد يضاء ليلاً إلاّ ساعة صلاة العشاء، إذ توقد فيه أنوار من القش أثناءها.

ولم تكن مساكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأكثر من المسجد بناء سوى أنها كانت أكثر منه استنارة. وقد مكث صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري أثناء بناء المسجد والمساكن حتى انتهى من بنائها، فانتقل إليها واستقر عليه الصلاة والسلام،

ماذا يعني إقامة الدولة

وأخذ يفكر في هذه الحياة الجديدة التي استفتحها، والتي نقلته ونقلت دعوته خطوة واسعة من دور إلى دور، نقلتها من دور التثقيف ومن دور التفاعل إلى دور تطبيق أحكام الإسلام على النّاس في علاقاتهم، نقلتها من دور الدعوة فحسب والصبر على الأذى في سبيلها، إلى دور الحكم والسلطان والقوة التي تحمي هذه الدعوة.

فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم منذ وصل المدينة أمر ببناء المسجد مكاناً للصلاة وللاجتماع وللتشاور ولإدارة شؤون المسلمين والقضاء بينهم، واتخذ أبا بكر وعمر وزيرين له، قال عليه الصلاة والسلام: «وزيراي في الأرض أبو بكر وعمر» والتف المسلمون حوله وصاروا يرجعون إليه،

رسول الله أقام للدولة

فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

  1. يقوم بأعمال رئيس الدولة والقاضي،
  2. وقائد الجيش،
  3. وكان صلى الله عليه وآله وسلم يرعى شؤون المسلمين،
  4. ويفصل الخصومات بينهم.
  5. وأخذ يؤمّر على السرايا قواداً،
  6. ويرسل السرايا خارج المدينة

وبذلك أقام الدولة في المدينة من أول يوم أقام فيها، وأخذ يركز هذه الدولة ببناء المجتمع على أساس ثابت، وتهيئة القوة الكافية لحماية الدولة ونشر الدعوة.  وبعد أن اطمأن لذلك كله بدأ يزيل الحواجز المادية التي تقف في سبيل نشر الإسلام.