وكان عليه الصلاة والسلام في أول أمره يدعو من آنس فيه الاستعداد لقبول هذه الدعوة بغض النظر عن سنه ومكانته ،  وبغض النظر عن جنسه وأصله. ولم يكن يختار النّاس الذين يدعوهم إلى الإسلام اختياراً، بل كان يدعو جميع النّاس، ويتحرى استعدادهم للقبول، وقد أسلم كثيرون.

 وكان يحرص على أن يثقف جميع الذين يعتنقون الإسلام بأحكام الدين ويحفظهم القرآن. فتكتل هؤلاء وحملوا همّ الدعوة، (وقد بلغ عددهم منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى أمر بإظهار أمره نيفاً وأربعين شخصاً) ما بين رجل وامرأة من مختلف البيئات والأعمار، أكثرهم من صغار الشباب، وكان فيهم الضعيف والقوي والغني والفقير.

 

كتلة رسول الله الذين حملوا الدعوة مع رسول الله وبنوا دولة الإسلام الأولى

 

وقد آمن به صلى الله عليه وآله وسلم ولازمه ودأب على الدعوة معه كل من:

  1. علي بن أبي طالب وكان عمره ثماني سنوات
  2. والزبير بن العوام وعمره ثماني سنوات
  3. وطلحة بن عبيد الله وكان ابن إحدى عشرة سنة
  4. والأرقم بن أبي الأرقم وهو ابن اثنتي عشرة سنة
  5. وعبد الله بن مسعود وهو ابن أربع عشرة سنة
  6. وسعيد بن زيد وهو دون العشرين
  7. وسعد بن أبي وقاص وهو ابن سبع عشرة سنة
  8. ومسعود بن ربيعة وهو ابن سبع عشرة سنة
  9. وجعفر بن أبي طالب وهو ابن ثماني عشرة سنة
  10. وصهيب الرومي وهو دون العشرين
  11. وزيد بن حارثة وهو في حدود العشرين
  12. وعثمان بن عفان في حدود العشرين
  13. وطليب بن عمير وهو في حدود العشرين
  14. وخباب بن الارت وهو في حدود العشرين
  15. وعامر بن فهيرة وهو ابن ثلاث وعشرين سنة
  16. ومصعب بن عمير وهو ابن أربع وعشرين سنة
  17. والمقداد بن الأسود وهو ابن أربع وعشرين سنة
  18. وعبد الله بن جحش وهو ابن خمس وعشرين سنة
  19. وعمر بن الخطاب وهو ابن ست وعشرين سنة
  20. وأبو عبيدة بن الجراح وهو ابن سبع وعشرين سنة
  21.   وعتبة بن غزوان وهو ابن سبع وعشرين سنة
  22. وأبو حذيفة بن عتبة في حدود الثلاثين
  23. وبلال بن رباح في حدود الثلاثين
  24. وعياش بن ربيعة وهو في حدود الثلاثين
  25. وعامر بن ربيعة وهو في حدود الثلاثين
  26. ونعيم بن عبد الله وهو في حدود الثلاثين
  27. وعثمان مظعون بن حبيب، وكان عمر عثمان في حدود الثلاثين
  28. وعبد الله مظعون بن حبيب، سبع عشرة سنة
  29. وقدامة مظعون بن حبيب، تسع عشرة سنة
  30. والسائب أبناء مظعون، في حدود العشرين،
  31. وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي وعمره في حدود الثلاثين
  32. وعبد الرحمن بن عوف في حدود الثلاثين
  33. وعمار بن ياسر فيما بين الثلاثين والأربعين
  34. وأبو بكر الصديق وهو ابن سبع وثلاثين سنة
  35. وحمزة بن عبد المطلب وعمره اثنتان وأربعون سنة
  36. وعبيدة بن الحارث وعمره خمسون سنة.

كما آمن عدد من النساء.

ولما نضج هؤلاء الصحابة في ثقافتهم، وتكونت عقليتهم عقلية إسلامية وأصبحت نفسيتهم نفسية إسلامية في مدّة ثلاث سنوات اطمأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عليهم، وأيقن بنضجهم في عقولهم، وبسموهم في نفسياتهم ورأى إدراكهم لصلتهم بالله بارزة أثارة في أعمالهم، فارتاحت نفسه لذلك كثيراً، إذ صارت كتلة المسلمين قوية قادرة على مجابهة المجتمع كله فأظهرها حين أمره الله.